ارتفاع الطلب على سعة سفن الحاويات بنسبة 12%: صناعة الشحن ترحب بالانتعاش القوي
هونغمينغدا اللوجستيةإنها شركة لوجستية تتمتع بخبرة تزيد عن 20 عامًا في مجال النقل، وهي متخصصة في أسواق أوروبا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا وجنوب شرق آسيا وغيرها من الأسواق. إنها شركة مالكة للبضائع أكثر من كونها مالكة للبضائع ~
في الآونة الأخيرة، جاءت أخبار جيدة من سوق الشحن العالمي، بفضل عوامل متعددة، حقق الطلب على سعة شحن الحاويات نموًا كبيرًا، مع زيادة سنوية تصل إلى 12٪. يوضح هذا الرقم أن صناعة الشحن تشهد انتعاشًا قويًا فترة.
وفقًا لأحدث تقرير صادر عن شركة Clarksons Research، فإن الارتفاع في الطلب في قطاع شحن الحاويات هذا العام يتأثر بشكل أساسي بعدم الاستقرار الجيوسياسي وتعديلات المسار. أدى الصراع المستمر في البحر الأحمر إلى هجمات متكررة من قبل القوات المسلحة الحوثية على السفن التجارية، مما أجبر عددًا كبيرًا من السفن على اختيار الإبحار حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا، مما أدى إلى زيادة كبيرة في الطلب على النقل لسفن الحاويات..لم يؤدي هذا التغيير إلى زيادة إجمالي الطلب على الأطنان والميل في صناعة الشحن بحوالي 3% فحسب، بل أنتج أيضًا نموًا كبيرًا يصل إلى 12% في قطاع شحن الحاويات.
وأشار التقرير إلى أن حجم عبور السفن في قناة السويس، باعتبارها مركزًا مهمًا للشحن الدولي، انخفض بشكل كبير بسبب التأثير هذا العام. وانخفض عبور السفن عبر قناة السويس بنحو 70% مقارنة بمتوسط عام 2023. وانخفضت أحجام العبور لسفن الرحلات البحرية وناقلات السيارات وناقلات الغاز الطبيعي المسال بنحو 9%، في حين انخفضت أحجام العبور لناقلات البضائع السائبة وناقلات النفط بنسبة 40-50%. وقد أجبر هذا التغيير معظم شركات شحن الحاويات حول العالم على إعادة تخطيط الطرق وتجنب منطقة البحر الأحمر، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه حتى عام 2025.
وفي الوقت نفسه، شهدت قناة بنما، وهي قناة شحن مهمة أخرى، أيضًا تحديات مماثلة وانتعاشًا. وبسبب انخفاض مستويات المياه في العام الماضي، تم تقييد عبور السفن عبر قناة بنما بشكل كبير. ومع ذلك، مع اتخاذ مديري القناة خطوات استباقية لتحسين إدارة المياه، تم تخفيف قيود العبور على القناة تدريجيًا وتحسنت أحجام حركة المرور بشكل ملحوظ بحلول نهاية العام. وفي الأسبوع الأخير، وصل إجمالي عبور السفن عبر قناة بنما إلى 10.3 مليون طن، وهو ما يقترب من متوسط عام 2023 وبزيادة 35% عن أدنى مستوياته في بداية العام.
لا ينعكس الارتفاع في الطلب على سعة سفن الحاويات في تعديلات المسار فحسب، بل يتم دعمه أيضًا من خلال بيانات سوق الشحن. وفقًا لأحدث البيانات من Alphaliner، اعتبارًا من أكتوبر من هذا العام، ارتفع إجمالي عدد سفن الحاويات العاملة في جميع أنحاء العالم إلى 7,126، بسعة نقل إجمالية تبلغ 30,910,042 حاوية مكافئة، كما ارتفعت حمولة السفن وقدرة الحمولة إلى 366,562,895 طنًا. ويعكس هذا النمو نشاط السوق واستمرار الطلب على سعة الشحن.
ومن ناحية الخطوط الملاحية المنتظمة، كان أداء السوق قويا بنفس القدر. يُظهر مؤشر كلاركسون للشحن أن سوق شحن الحاويات كان ساخنًا في الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام، بمتوسط 25.539 دولارًا أمريكيًا في اليوم، بزيادة سنوية قدرها 11٪، وأعلى بنسبة 43٪ من متوسط السنوات العشر الماضية. مع دخول الربع الرابع، يواصل سوق شحن الحاويات الحفاظ على زخم جيد، حيث أعلنت شركات الخطوط الملاحية المنتظمة عن زيادات في الأسعار وتعديل تخطيطات المسارات للتعامل مع طلب السوق. على سبيل المثال، أعلن تحالف "الجوزاء" الذي شكلته شركتا ميرسك وهربرت أنه اعتبارا من فبراير/شباط 2025، ستواصل سفن الحاويات التابعة للتحالف الإبحار حول رأس الرجاء الصالح ردا على الوضع غير المستقر في منطقة البحر الأحمر.
ويشير خبراء السوق إلى أن ارتفاع الطلب على سعة شحن الحاويات يرجع بشكل أساسي إلى انتعاش الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية. وفي الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام، بلغت القيمة الإجمالية لتجارة الواردات والصادرات من السلع في بلدي 32.33 تريليون يوان، بزيادة سنوية قدرها 5.3%، مما يوفر دعما قويا لسوق الشحن. بالإضافة إلى ذلك، أدت صادرات التكنولوجيا في منطقة آسيا (خاصة المنتجات المتعلقة بالطاقة الخضراء والذكاء الاصطناعي) والطلب العالمي المتزايد على السلع الأساسية مثل خام الحديد والفحم والحبوب إلى تعزيز ازدهار سوق الشحن.
ومع ذلك، يواجه سوق الشحن أيضًا العديد من التحديات. إن عدم اليقين بشأن السياسات الكلية العالمية، وتصاعد التوترات التجارية، وزيادة الحواجز الجمركية وزيادة مخاطر التضخم التصاعدي قد يكون لها جميعها تأثير على السوق. في المستقبل، مع استمرار الاقتصاد العالمي في التحسن بشكل مطرد، لا يزال سوق الشحن بحاجة إلى الحفاظ على موقف حذر ومتفائل والسعي لمواجهة التحدي المتمثل في تحقيق التوازن بين العرض والطلب.
إن ارتفاع الطلب على سعة الشحن بالحاويات هذا العام لا يوضح فقط الانتعاش القوي لصناعة الشحن، ولكنه يضع أيضًا أساسًا متينًا لتطوير السوق في المستقبل. ومع استمرار التجارة العالمية وسلاسل التوريد في التعافي والتكيف، سيستمر سوق الشحن في الحفاظ على مكانته المهمة باعتباره شريان الحياة للاقتصاد العالمي.